الأحد، 25 ديسمبر 2011

هل يمكن صنع السلام مع اسرائيل

مقال تحليلى

لا شك أن السلام هدف استراتيجى تسعى اليه الأمة كما الفردابتداء من سلام الإنسان مع نفسه الذى يخلق السكينة وينتج الفكر ويوسع الافاق ويولد الافكار الذى من شأن كل ذلك يحقق الرخاء هذه الاستراتيجية تقوم على 3 قواعد مرتبة أولها إعادة الحقوق بما يرى ويكشل قناعة للسلام وثانيها قناعة الاطراف جميعها أن هذا السلام عادل يحقق التعايش بينهم أما ثالثها فهو حقن الدماء وبناء علاقات سليمية وطبيعية بينهم
لا يمكن بناء هذه الاستراتيجية بشكل معكوس يخالف طبيعة البشر فالقناعة لا يمكن تحقق ما لم تعود الحقوق ويستقر الوجدان الذى يدفع الأطراف جميعها نحو بناء علاقات طبيعية ليس بين الحكومات التى أقامت تلك العلاقات ولم يتحقق السلام بل بين الشعوب التى هى تصنع السلام الحقيقى
ومع ذلك قبل العرب الرسمين بالسلام ووقعت الاتفاقيات تحت ظروف سياسية سادت فى حينها والتزموا به وجعلوه منه تشريعا أملا فى حل القضية وتحقيق السلام ولم يكن باستطاعتهم خلق قناعات شعبية بهذا السلام رغم محاولات والتحايلات لتحقيق ذلك لأن البناء كان مخالفا لقواعد الأصول
إلا أن الاسرائليين لم يرق لهم ذلك ولم يعيدوا الحقوق وأمعنوا فى القتل وهدم البيوت والإعتقالات بشكل أجرأ فاق أضعاف ما كان موجودا قبل عملية السلام وكأن عملية السلام كانت غطاء ينتظرونه لممارسة فظائع لم يقدموا عليها فى السابق ويكفى أن أشير إلى محوالات الإغتيال بالقنص المباشر بالطائرات وبالذات إغتيال الشيخ أحمد ياسين ذلك الرمز وما يعنيه من بعد عقائدى وإنسانى وتأثير معنوى لا يمكن لعدو عاقل يسعى إلى السلام أن يفكر في تصفيته فكيف بإغتياله وهو خارج بعد صلاة الفجر من بيت الله .. فى حين أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا على هذا الفعل من قبل رغم أنه كان مسجونا لديهم !!
لقد تم للإسرائلين أقصى ما يمكن تقديمه بل وما أعتبر تفريطا وتنازلا غير مقبول من قبل اخرين ولا يمكن تقديم ما هو أكثر منه بإجماع المراقبين ومع ذلك كان مصير الرئيس عرفات الحصار والنهاية المعروفة للجميع.
ويعد ألم يصل هذا السلام إلى حائط مسدود مليئ بالجراح والذكريات المؤلمة قبل أن تصل الحركة الإسلامية حماس إلى السلطة, بل إن نجاحها كان يعتمد إلى حد بعيد على برنامجها المقاوم الذى هو رد فعل على ممارسات الإحتلال الإسرائيى تجاه عملية السلام التى إستنفذت ولم يعد من الحكمة والسايسة البناء عليها خاصة فى ظل المستجدات السياسية والدولية والميدانية وخاصة إنسحاب إسرائيل الغير مشروط من جنوب لبنان وقطاع غزة ولابد من بناء عملية سلام حقيقية تأخذ اقواعد على أصولها لإذا أردنا أن يتحقق السلام ويأخذ طريقه إلى الناس وقناعتهم.
مصطفى محمد خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق