الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

انه الاقتصاد ياغبي

يهتم الجميع في مصر الان بالسياسه وشئونها و الانتخابات و الدستور و تصارع الاحذاب ... الخ ,فالسياسه اصبحت الشغل الشاغل ل86 مليون محلل سياسي بلا اقل قدر من المبالغه , وهذا يجعلني افكر في مصر على انها شخص يسير في ارض موحله بفردة حذاء واحده !!..
اذا اين هي الفرده الثانيه لتقي القدم الاخرى شر الوحل؟ .. انها الاقتصاد, فلا يمكن الاهتمام بالسياسه و حدها دون الاقتصاد و لا يمكن الاهتمام بالاقتصاد وحده دون السياسه.
لم يهدا حديث الشارع المصري و ضيوف الفضائيات عن الحديث عن تشاؤم رئيس الوزراء , فبالتاكيد ان يتشائم رئيس حكومه تسمى بحكومة الانقاذ الوطني اى منوط بها انقاذ الوطن هو امر يثير الفزع, فما بالنا لو علمنا انه متشائم من ناحية ......... الاقتصاد , و يؤكد ان الازمه الاقتصاديه اخطر من تصورات المتشائمين وان مديونيات قطاع البترول فقط 61مليار جنيه , و اشار رئيس الوزراء في حديثه الى العبث الذي شهدته العشر سنوات الماضيه , و اذا علقنا على السنوات العشر التي تحدث عنها رئيس الوزراء او "السنوات العجاف" بالارقام الرسميه سنجد انها سنوات خير ونماء اما اذا انتقلنا الى الواقع فسنلاحظ عبثا ايا عبث.

فبالارقام الرسميه زاد تدفق راس المال الاجنبي الى 13,2 مليار دولار في 2007\2008 مقارنه ب252 مليون دولار في 2003\2004 ,اما تراكم الاحتياطات الرسميه خلال 2010 اضافه الى استقرار سعر الصرف , و الاهم من ذلك معدلات النمو الاقتصادي التي بلغت 7% خلال الفتره من 2000\2001 الى 200\2005 .
اما الواقع و بالارقام ايضا هو استمرار البطاله التي تقدر ب9%من قوة العمل و انخفاض نصيب الاجور الى اجمالي الدخل القومي من 28%الى 25%, و استمرار القطاع غير الرسمي الذي يمثل 30% من اجمالي الناتج المحلي و يوظف 40% من القوه العامله بالعمل خارج اطار القانون مما يعيق اصحاب المشاريع الصغيره من التوسع في اعمالهم و زيادة انتاجهم بسبب صعوبة حصولهم على قروض مصرفيه او على عقود مع شركات خاصه او حكوميه او حتى على حمايه القانون . و حتى سياسة مجانية التعليم و الخدمات الصحيه لم يستفد منها الفقراء او مستحقها و لكنها افادت سكان الحضر و الاسر المتوسطه.
و السبب في هذه الفجوه المتسعه بين الارقام الرسميه و بن الواقع هو اعتماد العصبه الحاكمه (في هذه السنوات العشر) على نموذج تنميوي يحقق مصالحهم و ليس هناك افضل لذاك من تجربة شرق اسيا التي تعتمد على الاستثمار, و النمو الاقتصادي, وعدم تدخل الدوله حيث يفترض في هذه التجربه ان النمو الاقتصادي السريع يتحقق من خلال عدد من كبار رجال الاعمال و عوائد هذا النمو ستصل الى الطبقات الادنى من خلال اتاحة فرص عمل لدى رجال الاعمال و في مشاريعهم . و لكن نظرا لزواج المال و السلطه في مصر فقد استطاع رجال الاعمال و العصبه الحاكمه ان يحكموا قبضتهم على كل ثروات مصر , تاركين الشعب غارقا في الفقر المدقع.
وبعد انقشاع الغمه وفي محاوله لترميم الاطلال قبل اعادة بنائها جال د. عصام شرف ليتسول لنا ما يكفينا عدة اشهر , و لكن كيف لبلد عادي و فقير و تعداد سكانه 35 نسمه ان يعيش على اموال في خزائنه دون انتاج و لو لستة اشهر , فما بالنا بدوله بحجم مصر, و عانت من كل ما عانت منهمصر و تم نهبها و بيعها جمله و قطاعي, اذا ارادت ان تقف على ارض صلبه كيف لها ان تفعل ذلك بدون انتاج ؟ , وكيف لنا ان ننتج وكل فرد في مصر متفرغ للمطالبه بالمزيد والمزد من المال وكاننا استفقنا فجاه لنعرف ان ما عشناه طوال السنوات العشر الماضيه كان فقرا و نرد الان ما اخذ منا طوال هذه السنوات , عاقلنا و اخرقنا يطالب بالال , المصانع تتوقف و لا احد احد يلتفت , يتم تسريح للعماله ولا احد يهتم , المهم فقط هو نيل تلك المطالب الفئويه و الحصول على المال............
قالها دزكمال الجنزوري صراحة .. الازمه الاقتصاديه اخطر من تصورات المتشائمين, فهل من مستمع؟
هل يمكننا ان ننتظر و نعطي لحكومة د.الجنزوري فرصه لتبدا في عدة اشهر اصلاح ما افسده نظام في عشر سنوات ؟.... فالانتظار هو الحل.!



اسراء عاصم سرور مقال تحليلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق