الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الفرسان الثلاثه

يعد فيلم الفرسان الثلاثه هو اول عمل عن فترة القرون الوسطى يعتمد على ال3dاو التقنيه ثلاثية الابعاد و على المؤثرات البصريه والحركيه الحديثه بل و استخدامها بشكل جيد وتاثير جيد خصوصا مع المناطيد. مما يؤهله لكي يلعب على سرعة الاعجاب وعلى الجاذبيه البصريه وقد عرض الفيلم في المانيا و النمسا و فرنسا و سويسرا و الولايات المتحده و المملكه المتحده وكندا و حقق ايرادات تقترب من المائه و ثمانيه وعشرين مليون دولار(127945385).
الفيلم من اخراج "وكان بول اندرسون" صاحب اكثر افلام الخيال و الاكشن نجاحا منهاthe sight,resident evil,resident evil:apocalypse,resident evil:after life, resident evil:retribtion,the dark, death race1,2.
والموسيقى التصويريه ل بول هاسلينجر الذي عمل بافلام مهمه و شهيره منها تعاونه مع نفس المخرج في جزئي death raceبالاضافه لافلام takers,x-men origins:wolverine,under world, under world:rise of the lycans,while she was out, need for speed:undercover,prom night,shoot em up.
سيناريو اندرو ديفيز وبطولة لوجان ليرمان و ميلا جوفافيتش و كريستوف والترو و اورلاندو بلوم و غيرهم , وبلغت ميزانيته 75 مليون دولار و قصة الفيلم مستوحاه من قصة الكسندر توماس التي تحمل نفس الاسم وهو ليس الفيلم الاول الذي يعتمد على هذه القصه فقد سبقه العديد من الافلام و المسرحيات و افلام الكارتون التي اعتمدت على تلك القصه و كانت البدايه مع الفيلم الفرنسي الفرسان الثلاثه عام 1903 ثم الجزئين الذين انتجتهما استديوهات اديسون عام1911وايضا تم انتاج فيلمان يحملان نفس الاسم في العامين 1914و1916ثم النسخه الفرنسيه الصامته عام 1921والتي قام نفس المخرج سنة 1933 بعمل طبعه جديده منها. ثم النسخه الابيض و الاسود عام 1935 و الفرسان الثلاثه النسخه الكوميديه1939 ثم الفيلم الذي انتجته MGMعام 1948 ثم صدرت نسخه الفرسان الثلاثه عام1953 تلاها الاصدار المكسيكي الكوميدي بطولة تين تان 1957 ثم فيلم الفرسان الثلاثه عام 1961 ثم عام 1969 فيلم تلفزيوني بطولة كينيث الويلزيه و كريستوفر والكن . ثم الفرسان الثلاثه 1973 و الفرسان الاربعه 1974 ثم تم انتاج "ديفوار و الفرسان الثلاثه " عام 1978 و يضم الموسيقى الشعبيه السوفييتيه و بعد ذلك فيلم الفرسان الثلاثه 1993 من انتاج شركة ديزني و اخيرا الفارس 2001,2005 و غير ذلك الكثير من افلام الرسوم المتحركه و المسرحيات ايضا و لكن نسخة 2011 هي الوحيده التي اعتمدت على ال3dويمكن ان نقول عنها انها موجهه الى مقلتي العين من خلال اختيار اماكن التصوير و استخدام المؤثرات الجماليه والتناسق اللوني في كل كادرات الفيلم.
ويبدو هدف صانع الفيلم هو نقد بني الانسان و المؤسسات الانسانيه و زيادة ادراك المتفرج بمشكله اجتماعيه فمثلا الفرسان الثلاثه رغم انهم ابطال حقيقيون و رغم قدرتهم على احداث تغييرات كثيره و مؤثره من حولهم الا انهم مالو للانزواء و البعد عن المشاكل بعد ان تعرضوا للخيانه في اخر مهمه لهم فلجا احدهم للخمر والاخر للعلاقات النسائيه و الثالث اختار العزله التامه و لم يحركهم من جديد سوى الحماس و الطاقه التي يفيض بها ذلك الشاب الذي اتى من الريف الى المدينه ليتعلم الاعتماد على نفسه حاملا حلمه ان يكون فارسا (ويبدو ان الشباب في كل زمان و مكان هم من يحرك المياه الراكده ) ايضا الملك بعيد عن تحمل مسئوليته و الوصي يتامر على الملك وعلى الوطن لتؤول له السلطه في النهايه بالاضافه الى السيده التي لا تكترث لا لمشاعر ولا عواطف ولا اخلاق ولا انتماء ولكنها تكترث فقط للمال و غيرهم من النماذج البشريه التي قدمها الفيلم سواء في عجاله او باستفاضه ويسعى الفيلم لزيادة ادراك المتفرج بابعاد المؤامرات اذا حدثت و دفعه الى عدم اتخاذ الوقائع التاريخيه كمسلمات.
وموضوع الفيلم قوي جدا وتم التعبير عن الغرض من خلال الرموز في الفيلم مثل ملامح شخصية ميليدي و التركيز على جاذبيتها بتفردها و ابراز الصفات التي تفصلها عن الناس العاديين فميليدي هي التي  حمت الشاب -الذي اعاد الفرسان الثلاثه -من الموت . وتتخذ ايضا رمزيتها من انها لم تسير في الفيلم الا على الارضيه الكاروه ابيض - اسود وهي الارضيه التي تشير الى السياسه بكل مؤامرتها حيث توجد امام معظم العروش في عالمنا و ابرزهم حجرة العرش لملكة بريطانيا لذلك فقد ترمز في الفيلم الى المؤامره نفسها او الى الحكم و التحكم و السيطره , كما ان المعنى الرمزي الاكثر شيوعا للكاروه ابيض - اسود هو التحول او التنقل لذلك توجد على سيارات الاجره لتعني الانتقال من مكان لاخر كما تفعل ميليدي فهي لا توجد في مكان محدد وتوجد حيث ترغب كما انها تتنقل بين شخصيات عده. كما ان ميليدي من اول ظهورها في الفيلم لا تسمع الا صوت نفسها فهي لا تفكر مع الاخرين و لا تحتاج لوقت لاتخاذ القرار و تنفيذه ايضا و هي دائما ما تنجح رغم استحالة نجاحها على ارض الواقع لكن بناءا على لعب الفيلم بالقواعد المعروفه للاحتمال و الضروره نتقبل ذلك في  الفيلم ونراه واقعيا فقد جرى تاسيس الواقع الروائي بنجاح بحيث نقول لانفسنا اجل .. في مثل هذا الموقف يمكن تقريبا ان يحدث اي شىء . و ميليدي في الفيلم امراه جميله فهي تخفي بجمالها حقيقتها و جمالها هو ما يجعل الاخرين ينخدعون لها بسهوله وهي تعرف كيف و متى و اين تستخدم كل ما تملك من جمال و ذكاء و مهاره جسديه. و يؤكد رمزيتها اننا اثناء التوصل لنتائج القصه اى في نهايات الفيلم تقريبا نكتشف ان "ميليدي" ليس اسمها الوحيد بل لها عدة اسماء و لها ايضا عدة لهجات و بالتاكيد ليس لها جنسيه محدده و ربما يبرر ذلك عدم ولائها لاي من البلدين الذين يدور حولهم الفيلم وهم فرنسا و انجلترا ايضا يزيد من رمزيتها انها الشخصيه الوحيده من ابطال الفيلم التي كان الموت مصيرها مما يمنع عقل المتفرج من ان يفكر بعد النهايه السعيده ان كل شخصيات الفيلم ستعيش في سعاده باحثه عن الخير بما فيها ميليدي ولكن الموت يمنع ان تكون ميليدي غير ما كانت عليه , فالموت هو الشرط الضروري لاستخلاص قصه من حياتها وكان موتها رمزي ايضا حيث انها انتحرت اي انها هي من اختارت متى و كيف تموت و لكن لا احد يمكنه قتل ميليدي.
و قد استخدم صناع الفيلم كل الادوات الممكنه لترميز ميليدي من احجام اللقطات و زوايا الكاميرا و انواع البؤر و الكادرات و المؤثرات الضوئيه و الصوتيه.
ويزيد الرمز في قوته و قيمته كلما تقدم الفيلم و يتطور تدريجيا حتى الذروه.
والفيلم تبدا احداثه عندما يقوم الفرسان الثلاثه اتوس و بروتوس و ارميس بمساعدة من حبيبة اتوس " ميليدي " بسرقة مخطط المنطاد الذي رسمه ليوناردو دافنشي وتقوم ميليدي بخيانتهم وتعطي المخطط لدوق باكنجهام عند عودته الى فرنسا . و بعد ذلك بعام ياتي الشاب دي ارتجنان من بلدة جاكسوني الى باريس ليصبح فارسا و بالمصادفه في يومه الاول في باريس يشتبك مع الفرسان الثلاثه كل على حدا ليعطي كل منهم ثلاث مواعيد متواليه وراء بعضها في مكان واحد ليقاتلهم و قبل ان تبدا اولى تلك المبارزات يهجم الحراس على المكان فقاتل الاربعه ضد الحراس وانتصروا و احتفى الفرسان الثلاثه برابعهم و قرروا انه سيعيش معهم, و عند استدعائهم امام الملك ليوبخهم على قتالهم للحراس اعجب بهم جدا وقدم لهم مكافاه بدلا من التوبيخ.
وتتصاعد الاحداث لنكتشف ان ميليدي تعمل ايضا مع ريشيلو الوصي على الملك ويتامر معها لاشاعة وجود علاقه بين الملكه و بين دوق باكنجهام ووفقا لمخططه يؤدي ذلك لدخول فرنسا و انجلترا في حرب فيطلب الناس الزعيم الاكثر خبره و حكمه في البلاد الذي هو نفسه ريشلو. الا ان الفرسان الثلاثه يحبطون هذه المؤامره و تكون النهايه السعيده للفيلم.
ويتناول الفيلم الماده العاطفيه بامانه و تلقائيه من خلال قصة الحب بين وصيفة الملكه و دي ارتجنان رفيق الفرسان الثلاثه و ايضا بين الملك و الملكه.
ويتوحد الفيلم بشكل جيد في الحبكه او خط القصه وهي جيده وبها الكثير من المفاجات و تتقولب داخل زمن او وقت الفيلم بحيث لن تفقد اهتمامك و لو لثانيه. و النظره التي تعكسها القصه للحياه هي معقده خصوصا بالحديث عن ان كل ما يجري لابد ان يكون مؤامره.
ويعد الفيلم توليفه مناسبه من البساطه و التعقيد حيث يتيح لعقلنا الاستنتاج و الشك في ان واحد , و الحدث في الفيلم جسماني (مثل المبارزات المعارك في المناطيد)و داخلي(عاطفي) وخارجي.
و لا يمكننا بالحديث عن هذا الفيلم ان نغفل الاشاده باداء اورلاندو بلوم الذي كان سلسا و لافت للنظر رغم صغر مساحة دوره نسبيا. وكان اورلاندو متالقا كما في سابق افلامه من اول wildeمرورا بthe good doctor, main street,sympathy for delicious , new york:i love youواداؤه في ثلاثة اجزاء من قراصنة الكاريبي والرائعتان في تقديريtroy,وkingdom of heavenوغيرها الكثير من الافلام.
ايضا تجدر الاشاره الى براعة ميلا جوفافيتش في اداء شخصية ميليدي.
وارى انه عمل جيد وانه من الافلام التي لا تشيب اي ان الناس سوف تظل تشاهده حتى بعد عشرين عاما في المستقبل.


اسراء عاصم سرور ---- رابعه صحافه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق