الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

عمود صحفي

مصر .. و الثوره .. و التشيكن

لاول مره اللعبه الاميريكيه في الاسواق المصريه !!..
هذا ليس اعلان دعائي لشركة لعب اطفال او احدى شركات الالعاب الالكترونيه ولكن هذا بلغة برامج التوك شو هو (التحليل العميق للواقع العميق في ميادين مصر العميقه).
ففي اميريكا هناك لعبه تسمى (تشيكن) وهي ان يجتمع مجموعه من الشباب في مكان ما بسيارتهم ليتنافسوا اما جميعهم او بعضهم او اثنين اثنين بقيادة سياراتهم تجاه بعضهم ويردد الباقون تشيكن .. تشيكن. وعندما تحين لحظة التصادم فان من يقف منهم او يتراجع يصبح تشيكن اي (دجاجه) كنايه عن الجبن. انها لعبه للتحدي و للتنفيس عن حماسة الشباب و طاقاتهم الزائده و لكن ان تصبح واقع سياسي وفي دوله بحجم مصر فهذه كارثه.
ولكن كيف انتقلت هذه اللعبه من الساحات الاميريكيه الى الساحه السياسيه المصريه. لا احد يعلم بالضبط و لكن وجودها واضح , فمثلا المجلس العسكري دايس بنزين و ماسك الدريكسيون ويسمع الجماهير وهي تصرخ وتصيح تشيكن لكنه ماضي في طريقه محتفظ حتى كتابة هذه السطور بكل الصلاحيات وحتى الحكومه التي من المفترض ان تاخذ بعضا من هذه الصلاحيات اظن اننا سوف نهنئ انفسنا باجتماعها مع التهنئه بهلال شهر رمضان القادم.
اما التيارات الاسلاميه فهي لا تجتمع مع احد ولا تسمع هتاف تشيكن رغم انه علا جدا ضدها خصوصا في الاسابيع الاخيره و ماضيه في نحو تصادم اكيد لكن مع من وما العواقب لا احد يعرف. المهم هو القبه.
كذلك الحركات المعبئه للميدان فهي ايضا في هذا التحدي سائره حتى النهايه فهم يذهبون هم وانصارهم الى الميدان في اي وقت ليس مهما ان يعطل ذلك مصالح او يوقف انتخابات او يؤثر على اجراءات حيويه اخرى في حياة مواطنين عاديين لكن المهم انها لن تكون (تشيكن)هذا التحدي.
ووزارة الداخليه ايضا ما زالت تدوس بنزين على الاخر حتى صاح بعضا من افرادها انفسهم تشيكن ولكنها سائره في طريقها تقتل المتظاهرين بل و الشعب عموما و خير دليل على ذلك حادثة الشيخ زايد اي ان المواطن العادي وغير العادي اصبحوا مستهدفين من الداخليه فكل مواطن هو هدف لاي فرد من افراد الداخليه. ربما كان المقصود من عودة شعار الشرطه في خدمة الشعب انه هذه المره ستخدمهم بتخليصهم من جميع الاعباء و المسئوليات الدنيويه لينطلقوا ارواح طاهره مع الشهداء!!!!!
وحتى الاعلام ماضي في طريقه بحثا عن الاعلانات و ارباحها و في سبيل ذلك يسخن و يعبىء جميع الاطراف ضد بعضها البعض و تعالت كل الاصوات بلفظة(تشيكن) ضده لكنه لم يتراجع مثله مثل بقية المتنافسين. 
حتى الفلول موجودون وبقوه في هذا السباق ويدوسون بنزين بكل قوتهم بل و يرغبون في التصادم المدمر وبشده, فهم قد اقسموا بكل غالي ونفيس ان البلد دي لازم تخرب على ايديهم والثوره هتفشل يعني هتفشل.
وعموما فان نتيجة هذه الجوله لم تحسم بعد , ولكن هل سيقع تصادم في غفله من جميع الاطراف؟. اذا حدث فستكون كارثه محتمه لا نريد حتى ان نتخيل ملابساتها و لا تبعاتها.
ولكي لا يحدث ذلك التصادم على المجلس العسكري الانصات ولو قليلا للصراخ المتصاعد من الذين لم يروا منه الا كما راو ممن سبقه , وعلى د. كمال الجنزوري الاسراع بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني كما يسميها و الاعلان عنها وتوضيح خطتها, اما الاسلاميين فمطلوب منهم الاستماع للتيارات السياسيه و الفكريه الاخرى فليجعلوا الامر شورى حتى لا يجد احد مدخلا للوقيعه بينهم وبين الشارع ,وعليهم ايضا ان يوضحوا لنا ما هي الارضيه الاجتماعيه التي سيسعون لها بخلاف الارضيه السياسيه حتى يزيلوا اللبس و الغموض. و على الحركات المعبئه للميدان اعطاء المجلس مهله ليتراجع و المواطن مهله لينتخب و الميدان نفسه مهله ليستريح, اما وزارة الداخليه فامرها بيد حكومة الانقاذ الوطني فلتنقذنا نحن ايضا من الداخليه. وبالنسبه للفلول فامرهم كان بيد المجلس العسكري ولكنه لم يطبق مرسوم العزل السياسي فاصبح امرهم بيد الشارع وحده , عليه الا يعيدهم الى البرلمان.
هكذا ربما تتحسن الامور قليلا لتطول المسافه بين اطراف التحدي وبين التصادم. 
اسراء عاصم سرور-- رابعه صحافه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق